تشير التغذية المستدامة إلى قدرة النظم الغذائية على توفير الطاقة الكافية والعناصر الغذائية الأساسية للحفاظ على صحة جيدة للسكان دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الغذائية. فالنظم الغذائية المستدامة هي تلك الأنظمة الغذائية ذات التأثيرات البيئية المنخفضة التي تساهم في الأمن الغذائي والتغذوي وفي الحياة الصحية للأجيال الحالية والمستقبلية. علاوةً على ذلك، فإن النظم الغذائية المستدامة تحمي التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، وتكون مقبولة ثقافيًا، ويمكن الوصول إليها، وبأسعار معقولة، وكافية من الناحية التغذوية وآمنة وصحية.

وفي هذا الإطار، عقدت كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية بجامعة فاروس بالإسكندرية الضوء على إطار عمل يمكن تطبيقه لتحقيق ذلك. حيث تشمل المبادرات الرامية إلى تحسين تأثير استدامة النظم الغذائية المرتبطة بالصحة والتغذية عدة محاور أولها التقليل من إهدار طعام والسعي وراء مصادر للبروتين المستدام. حيث تتنوع الحلول لمشكلة هدر الطعام ومنها تقليل النفايات في مصانع الإنتاج، أو إعادة استخدام النفايات عندما يكون مناسبًا، أو إعادة تدوير النفايات. المحور الثاني هو التركيز على مصادر البروتين الأكثر استدامة بسبب الاستخدام المرتفع للأراضي، واستخدام المياه، وإنتاج الغازات الدفيئة في تربية الحيوانات. ويُنظر إلى هذا في المقام الأول على أنه تحوّل نحو المزيد من مصادر البروتين النباتية مثل البقوليات والبقول. ومع ذلك، تلعب الحيوانات دورًا مهمًا في النظم الغذائية المستدامة، لأنها يمكن أن تشغل أراضٍ غير صالحة للزراعة وتعمل كعامل إعادة تدوير لمجاري النفايات الغذائية.